responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث المؤلف : يوسف، علي حسين    الجزء : 1  صفحة : 80

مشتركاً على قضية واحدة " فالمتلقي حين يتعرض لمادة من هذه المواد فإنه يتحرك باتجاه إصدار حكم عليها والاستجابة لها "([187]).

والنقطة الأساسية التي يلتقي عندها الشاعر والمتلقي في مراثي الإمام الحسين (عليه السلام) هي المنزلة العظيمة للإمام، وعدالة قضيته وتضحيته في سبيلها مما ترتب على ذلك أن يكون الإمام الحسين (عليه السلام) شفيعا لمحبيه وأنصاره.

إن مبدأ الشفاعة من أهم الأسباب التي دفعت الشعراء إلى القول، وجعلت المتلقي يعيش حالات التأثر والتصديق لما يحققه مبدأ الشفاعة من شعور بالأمان النفسي عند المسلم، من هنا كان الحزن على الإمام الحسين (عليه السلام) خيارا يميل إليه الشعراء من أجل نيل شفاعته، للوصول إلى مرضاة الله، وهذا وحده يمكن أن يكون كافياً لبعث الراحة النفسية للشاعر والمتلقي معاً، فالكل بحاجة إلى من يأخذ بأيديهم يوم القيامة، يقول عبد الحسين الحلي([188]): (من الرمل)

أنت لي ركنٌ شديدٌ يوم لا

يُلْتجى إلاّ إلى ركن شديدِ

هذه مني يدٌ مُدت فخذْ

بيدي منك إلى ظل مديدِ

فالإنسان بما هو كائن تتجاذبه الغرائز والنزوات، فإنه سيظل عرضة للخطيئة والتقصير، مما يولد في داخله أنواعاً من الصراعات التي تزعجه وتقض مضجعه باستمرار، ولاسيما حينما يترائ له ذلك الموقف الرهيب، وهو يعرض للحساب الإلهي، يوم القيامة فيأتي دور الشفيع – الإمام الحسين (عليه السلام) ليخفف من


[187] سيكولوجية التذوق الفني: 67.

[188] أدب الطف: 10 / 96.

اسم الکتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث المؤلف : يوسف، علي حسين    الجزء : 1  صفحة : 80
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست