الأول: الوظيفة النفسية التي تجسد الرؤية الذاتية للشعراء في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام).

الثاني: الوظيفة الاجتماعية والأخلاقية التي تعبر عن طموحات الشعراء في بناء مجتمع فاضل.

الثالث: الوظيفة السياسية الني نجد أثرها في محاولة الشعراء استلهام مبادئ الثورة الحسينية في رفض الظلم والمطالبة بتحرير الشعوب.

أولاً: الوظيفة النفسية

تتمثل الوظيفة النفسية للشعر عامة – والرثاء خاصة – في ما تثيره من عواطف كامنة في النفس، وما يتولد من ذلك من استقرار نفسي، فالنصوص الأدبية المؤثرة "تكشف من أمامنا آفاقا فسيحة من الخيال المجنح، والعاطفة المتقدة"([185])، ويبدو هذا الأمر جلياً في النصوص التي ترتبط بعقيدة الإنسان يقول أحد الباحثين المعاصرين "إن قراءة القرآن – مثلا – لا تتحفني بطائفة من الأفكار ولا تحلق بي في أجواء من التأملات فحسب، ولكنها إلى ذلك تنفحني نسائم من العواطف، وتثير عندي طائفة من الانفعالات، وقد تفرض علي سلوكا معيناً"([186]).

إن الإنسان إذا ما آمن بعدالة قضية فإنه يكون من الناحية النفسية مستعدا لتقبل كل ما يدعم ويعزز تلك القضية، وحينما يكون النص الأدبي موظفا لتلك القضية، فإنه سيكون محور التقاء بين المبدع والمتلقي، طالما أن هناك اتفاقاً ضمنياً

[185] مناهج الدراسة الأدبية في الأدب العربي: 103.

[186] م. ن: 103.