فالتدوير على الضد من التشطير، فالشاعر يعمد إلى إلغاء الفواصل
بين الصدر والعجز، وربما يكون ذلك راجعاً إلى تدفق المعاني وتلازمها وعدم الانفصال
فيما بينها، مما يؤدي إلى بروز عنصر الإيقاع، والملاحظ أنَّ التدوير يكثر في أوزان
معينة كالخفيف والمتقارب والمتدارك.
ولا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ ما تقدَّم من عناصر تصب كلها في إظهار
التنويع وإيضاح الجدَّة([595])،
وهنا تكمن أهميَّة الإيقاع، فمن خلاله يكتسب الشعر فعالية تأثيره في النفوس لتصبح
القصيدة وحدة موسيقية تتكامل فيها الأنغام محدثة إيقاعاً عاماً ينعكس أثره في نفس
المتلقي.