responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث المؤلف : يوسف، علي حسين    الجزء : 1  صفحة : 195

يقول يعقوب الحاج جعفر الحلي([512]): (من الطويل)

وعاد وحيداً بعدهم سبطُ أحمدٍ

تحيطُ به الأعداءُ من كل جانبِ

فطوراً يرى في التربِ صرعى رجاله

وطوراً نساء ولهاً في المضاربِ

واقسم لولا الحلم منه على العدى

لأوردهم طراً أمرَّ المشاربِ

فصورة الإمام الحسين (عليه السلام) في الأبيات صورة وصفية لم تعتمد على الخيال، لكنها اكتسبت فنيتها وتأثيرها الجمالي من خلال تركيز الشاعر على النبرة الخطابية الحزينة، والصور الجزئية المؤثرة (عاد وحيداً، تحيط به الأعداء، صرعى رجاله، نساء... في المضارب )، ولاسيما وأنَّ تلك الصور الجزئية دلَّت على وقائع تاريخية ماثلة في أذهان المتلقين.

ومن المواقف التي كثر تصويرها في هذا الأسلوب حال نساء الحسين(عليه السلام)، لما في ذلك من أثر فعال في النفوس، ولاسيما ما توحيه صورة المرأة الثكلى من عواطف مؤثرة، ومثيرة للحمية عند العربي.

يقول الشيخ هادي الخفاجي الكربلائي([513]): (من الكامل)

وعليه درن صوارخاً ونوادباً

ولنعيها قد ذاب صمُّ الجُلْمدِ

وأشدها حرقاً عقيلة حيدرٍ

تدعو أخاها السبط من قلب صدي

مَنْ بعد فقدك يا حمانا ملجأ

للحائرات ولليتامى الفُقَّدِ

مَنْ ذا ترى يحمي حماها إن غدت

من ضرب أعداها تدافع باليدِ

فقد اعتمد الشاعر في رسم هذه اللوحة لنساء الحسين على ما توحيه الألفاظ


[512] ديوان الشيخ يعقوب الحاج جعفر الحلي: 36 – 37.

[513] ديوان الشيخ هادي الخفاجي الكربلائي: 40 – 41.

اسم الکتاب : الإمام الحسين بن علي في الشعر العراقي الحديث المؤلف : يوسف، علي حسين    الجزء : 1  صفحة : 195
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست