responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سبايا آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : الحسني ، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 184

الأثر الثامن: الأثر التوثيقي

إن حادثة بحجم يوم عاشوراء تحتاج إلى مجموعة من الشواهد التوثيقية تتناسب مع حجم تلك المأساة، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى إن قضية التوثيق هي في حد ذاتها معركة تدور رحاها بين كلا الخصمين اللذين شهدت أرض الطف ما جرى بينهما.

فبنو أمية حرصوا أشد الحرص على طمس هذه المأساة وإخفاء تلك الجرائم التي ارتكبها جيش عمر بن سعد وقادة الجيش وعامة الجند ــ وبالطبع ــ هي حالة ملازمة لكل جريمة وقعت منذ أن قتل قابيل أخاه هابيل، فقد سعى لإخفاء آثار جريمته فأخذ يبحث عن وسيلة تنفعه في إخفاء جريمته وضياع كل ما من شأنه أن يوثق هذه الحادثة.

ولولا حرمة هابيل عند الله لما كان هناك ما يدل قابيل على دفن أخيه، قال تعالى:

(فَبَعَثَ اللَّهُ غُراباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُواري سَوْأَةَ أَخيهِ قالَ يا وَيْلَتى‌ أَ عَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هذَا الْغُرابِ فَأُوارِيَ سَوْأَةَ أَخي‌ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمين‌)([196]).

فنشأت عند ذلك حالة نفسية تجذرت في النفس البشرية إلى قيام الساعة.

ولذا: جهد بنو أمية على طمس آثار مأساة الطف وكسب معركة التوثيق حينما يكون الشهود هم ممن تم تصفيتهم سواء أكانوا موالين أم مخالفين.


[196] سورة المائدة، الآية: 31.

اسم الکتاب : سبايا آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : الحسني ، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 184
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست