responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سبايا آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : الحسني ، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 183

فليس النصر ما قامت به الجند من إزهاقها للأرواح المقدسة وسفك الدماء الطاهرة وتقطيع الرؤوس الزكية وسلب نساء النبوة وسبي بنات الرسالة وترويعها وذبح الأطفال الرضع الصبيان من آل الحسين بالسيوف([194]) وغير ذلك فهذا وغيره لم يحقق النصر وبل النصر بما يحكم به أعدل العادلين، فانظر يومئذ، وتلك الدعوة في النظر أشد على الكافر مما اقترفت يداه، فكل لحظة تمر عليه يشعر بأنه اقترب من الحساب فهو في غصة ومرارة إلى يوم يموت.

فضلاً على ذلك: فإن هذه الأسس التصحيحية للفكر التوحيدي ستشيد عليها معتقدات الناس حينما يخيرون بين الإيمان بالله سبحانه والكفر فيجعلون له شريكاً في طاعتهم للمال أو السلطان أو الهوى أو غيرها.

وقد أمرهم سبحانه قائلاً:

(وَ ما أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصينَ لَهُ الدِّينَ)[195]).

ولا ينال الإخلاص في الدين إلا بمحمد وآله الطاهرين وإلا سيكون الإنسان توحيده كتوحيد عبيد الله بن زياد الذي وقف في المعسكر الآخر لقتال عترة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، وقد جعل الله سبحانه شريكاً في تلك الجرائم والظلم الكبير الذي اقترفته يداه وأيادي أنصاره وأعوانه ومن رضي بفعله.


[194] روى الطبري عن هانئ بن ثبيت الحضرمي، قال: رأيته جالساً في مجلس الحضرميين في زمان خالد بن عبد الله وهو شيخ كبير قال، فسمعته يقول: كنت ممن شهد قتل الحسين، قال: فوالله إني لواقف عاشر عشرة ليس منا رجل إلا على فرس وقد حالت الخيل وتصعصعت إذ خرج غلام من آل الحسين وهو ممسك بعود من تلك الأبنية فكأني أنظر إلى درتين في أذنيه تذبذبان كلما التفت إذ أقبل رجل يركض حتى إذا دنا منه مال عن فرسه ثم افتصد الغلام فقطعه بالسيف. (تاريخ الطبري: ج4، ص343).

[195] سورة البينة، الآية: 5.

اسم الکتاب : سبايا آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم المؤلف : الحسني ، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 183
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست