لكان عمر»؟. فقال: اضرب عليه؛ فإنه عندي منكر)([1280])وعليه فلا وجه لنسبته إلى احمد بن حنبل، بل حكمه عليه بالنكارة من أقوى أدلة ضعفه، وذلك لاعتقاد المخالفين بتفوق احمد بن حنبل على كثير من نظرائه من المحدثين وأهل الجرح والتعديل.

ثانيا: لوجود بكر بن عمرو المجهول العدالة والوثاقة

قال الرازي في (الجرح والتعديل): (بكر بن عمرو المعافري المصري إمام مسجد جامع مصر... وسألته ــ أي أبا حاتم الرازي ــ عنه فقال: شيخ. حدثنا عبد الرحمن انا حرب بن إسماعيل فيما كتب إلي قال سألت أحمد بن حنبل عن بكر ابن عمرو المعافري قال: يروى له)([1281]).

أقول: وهذه الألفاظ (شيخ، يروى له) ليست صريحة في التوثيق، فكم من شيخ لا يساوي حديثه فلسا واحدا، وكم من شخص يروى عنه وهو ضعيف هالك، وصحاحهم ومسانيدهم وسننهم وسائر مصادرهم حافلة بالرواة الذين روي عنهم ولكنهم ضعفاء أو كذابون أو مدلسون أو غير ذلك، وعليه فعبارة (شيخ) أو (يروى عنه) ليست صريحة في توثيق هذا الراوي.

وأكثر ما وصف به هو العبادة والفضل، قال الذهبي في (الكاشف في معرفة من له رواية في كتب الستة): (بكر بن عمرو المعافري...عابد قدوة)([1282])، وقال الذهبي أيضا في (تاريخ الإسلام): (وكان له فضل وعبادة. قال أبو حاتم:

[1280] المنتخب من العلل للخلال لموفّق الدين عبد الله بن أحمد بن محمّد الشهير بـ:ابن قدامة المقدسي ص17 الرقم 106.

[1281] الجرح والتعديل للرازي ج 2 ص 390.

[1282] الكاشف في معرفة من له رواية في كتب الستة للذهبي ج 1 ص 274.