responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين المؤلف : البلداوي، وسام    الجزء : 1  صفحة : 510

4: لا ارتباط بين فوائد الثريد وحسن خلق عائشة وحلاوة نطقها وفصاحتها وغير ذلك

ثم ان المستدل بحديث الثريد انتقل وبصورة ملفتة للانتباه من ذكره لمنافع الثريد وانه سهل التناول وقليل المؤونة في المضغ وسريع المرور في المريء، إلى تسطير فضائل لعائشة لا ربط فيما بينها وبين تلك الفوائد المزبورة، فقال: (فضرب به ــ أي بفضل الثريد ــ مثلا ليؤذن بأنها أعطيت مع حسن الخلق والخلق وحلاوة النطق فصاحة اللهجة وجودة القريحة ورزانة الرأي ورصانة العقل والتحبب إلى البعل فهي تصلح للتبعل والتحدث والاستئناس بها والإصغاء إليها).

وأي ارتباط يا أولي الألباب بين سهولة تناول الثريد وبين حسن الخلق والخلق وحلاوة النطق لعائشة؟ وأي وجه شبه بين قلة مؤونة المضغ للثريد وسرعة مروره بالمريء وبين فصاحة لهجة عائشة وجودة قريحتها ورزانة رأيها ورصانة عقلها وتحببها إلى البعل وصلاحها للتحدث والاستئناس بها والإصغاء إليها؟! أليس هذا من التكلف وتحميل الألفاظ ما لا تطيق والتشبيه بغير وجه شبه، وهو أمر مذموم عقلائيا ولغويا وذوقيا.

ثم أليست هذه الألفاظ والأوصاف والنعوت مشتركة بين زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأي واحدة منهن من وجهة نظر أهل السنة لم تكن تتمتع بحسن الخلق وحلاوة المنطق وفصاحة اللهجة وصلاحها للتبعل والتحدث والاستئناس بها والإصغاء إليها، فإفراد عائشة دون سائر زوجات النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بلا دليل ولا مبرر، ولو كانت هذه الصفات جميعها مجموعة في شخصية عائشة كما ادعى الخصم لما تزوج عليها النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم مرات وكرات، ولما فضل عليها غيرها كما سنعرف ذلك لاحقا.

نعم لو كان للحق صوت يسمع، لوجب وصف السيدة خديجة صلوات الله وسلامه عليها بتلك الأوصاف التي وصفت بها عائشة بنت أبي بكر، فهي التي أعطيت كل هذه الصفات وأكثر، لذلك لم يتزوج عليها النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ما دامت على قيد

اسم الکتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين المؤلف : البلداوي، وسام    الجزء : 1  صفحة : 510
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست