responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين المؤلف : البلداوي، وسام    الجزء : 1  صفحة : 507

بلفظ يعلم كل من سمعه بأنه مزحة ودعابة من دعاباته صلى الله عليه وآله وسلم، علمنا انه لم يكن يقصد المعنى الحقيقي للتفضيل، وان تفضيله لعائشة وتشبيهها بالثريد دون الجوهر أو الذهب أو الكبريت الأحمر وغير ذلك هو تفضيل صوري يقصد منه الدعابة وجبر الخاطر وتخفيف الغيرة.

2: كل ما ذكر للثريد من الفوائد موجود في غيره من الأطعمة مثله أو أحسن منه

ان ما سطروه من فوائد للثريد من حيث انه (جامع بين الغذاء واللذة والقوة وسهولة التناول وقلة المؤونة في المضغ وسرعة المرور في المريء) كلها فوائد استحسانية لا دليل عليها إلا الذوق الشخصي، ولا يثبت فيها فضل مطلق للثريد على غيره من الأطعمة، وإلا فلو رجع الإنسان وقاس بمنطق الإنصاف لا بمنطق التعصب والتحيز لوجد ان لكل نوع من أنواع الطعام فوائد ومنافع إن لم تكن أكثر من الثريد فهي مساوية له قطعا، وقد يكون الثريد أفضل من بعض الطعام إلا ان بعضه الآخر أفضل منه قطعا والى هذا المعنى أشار ابن حجر في (فتح الباري) حيث قال معلقا على حديث الثريد المزعوم: (وكل هذه الخصال لا تستلزم ثبوت الأفضلية له من كل جهة فقد يكون مفضولا بالنسبة لغيره من جهات أخرى)([998]).

ثم ان ثبوت الفضل للثريد على سائر الطعام لو ثبت فعلا، لكان في ذلك الزمن فقط دون الأزمنة اللاحقة والحالية، فالثريد في هذا الزمن ليس هو الأفضل قطعا ولا من أفضلها، فقد وجدت في هذا الزمن أصناف وأنواع للطعام تفوق الثريد جودة ولذة وذوقا، والى هذا المعنى يشير العيني في (عمدة القاري) بقوله: (والظاهر أن فضل الثريد على سائر الطعام إنما كان في زمنهم لأنهم قلما كانوا يجدون الطبيخ، ولا سيما إذا كان باللحم، وأما في هذا الزمان فأطعمة معمولة من أشياء كثيرة متنوعة فيها من


[998] فتح الباري لابن حجر ج 6 ص 321.

اسم الکتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين المؤلف : البلداوي، وسام    الجزء : 1  صفحة : 507
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست