أما ابن حجر فقد قال: (وقد ورد من طريق صحيح ما يقتضي أفضلية خديجة وفاطمة على غيرهما وذلك فيما سيأتي في قصة مريم من حديث علي بلفظ خير نسائها خديجة وجاء في طريق أخرى ما يقتضي أفضلية خديجة وفاطمة وذلك فيما أخرجه ابن حبان وأحمد وأبو يعلى والطبراني وأبو داود في كتاب الزهد والحاكم...)([915]).

سادسا: تصحيح المناوي لحديث خير نساء العالمين أربع

قال المناوي في (التيسير بشرح الجامع الصغير): («خير نساء العالمين أربع مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون» والمراد أن كلا منهن خير نساء الأرض في عصرها وأما التفضيل بينهن فمسكوت عنه «حم طب عن أنس» بإسناد صحيح)([916]).

أقول: سيأتي أن التفضيل بينهن غير مسكوت عنه، وان الأدلة قائمة على أن أفضل الأربعة اثنتان خديجة وفاطمة صلوات الله وسلامه عليهما، وان السيدة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها هي أفضل الاثنتين، فتكون صلوات الله وسلامه عليها أفضل الجميع بأدلة ستأتي في محلها إن شاء الله سبحانه.

سابعا: تصحيح الآلوسي لحديث ولم يكمل من النساء إلا أربع

قال الآلوسي في تفسيره: (وفي «الصحيح» كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع: آسية بنت مزاحم امرأة فرعون. ومريم ابنة عمران. وخديجة بنت خويلد. وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم وفضل عائشة على

[915] فتح الباري لابن حجر ج 6 ص 321.

[916] التيسير بشرح الجامع الصغير للمناوي ج1 ص1077.