responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين المؤلف : البلداوي، وسام    الجزء : 1  صفحة : 273

أقول: فإذا كان القوم يقدحون فيمن خالفهم بحديث أو مسألة فقهية فماذا عساهم يفعلون فيمن خالفهم بأصل الإمامة أو مسائل التوحيد والعصمة؟ هذا مع ملاحظة أن القادح هو ابن معين احد من شهد له بإمامة الحديث ومن أهل الجرح والتعديل الذين يركن إلى قولهم ويؤخذ بحجزتهم في هذا الفن، فإذا كان مثل هذا يحكم ويقدح بغير معرفة ولا دليل فماذا ترك لمن هو اقل منه شأنا ومنزلة علمية؟.

والقادح الآخر هو الشافعي إمام المذهب الشافعي، وكان سبب قدحه هو الحسد لموضع إمامته، وهو يوضح لنا أن الشافعي وغيره لم يكونوا بالصورة التي يروجها أتباعهم اليوم، وان حب الرئاسة والمنصب قد اخذ من أنفسهم مأخذا عظيما بحيث دفعهم إلى الانتقاص والقدح في شخص بسبب الحسد لموضع إمامته.

4: القدح بسبب الاختلاف في العقيدة

قال ابن حجر في (فتح الباري): (واعلم أنه قد وقع من جماعة الطعن في جماعة بسبب اختلافهم في العقائد فينبغي التنبه لذلك وعدم الاعتداد به إلا بحق)([537]).

وقال السبكي: (ومما ينبغي أن يتفقد عند الجرح حال العقائد واختلافها بالنسبة إلى الجارح والمجروح فربما خالف الجارح المجروح في العقيدة فجرحه لذلك وإليه أشار الرافعي بقوله وينبغي أن يكون المزكون براء من الشحناء والعصبية في المذهب خوفا من أن يحملهم ذلك على جرح عدل أو تزكية فاسق وقد وقع هذا لكثير من الأئمة جرحوا بناء على معتقدهم وهم المخطئون والمجروح مصيب)([538]).


[537] فتح الباري لابن حجر ج1 ص385.

[538] طبقات الشافعية الكبرى لتاج الدين عبد الوهاب بن علي السبكي ج2 ص6.

اسم الکتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين المؤلف : البلداوي، وسام    الجزء : 1  صفحة : 273
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست