responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين المؤلف : البلداوي، وسام    الجزء : 1  صفحة : 214

قول محمد بن يحيى هذا فجمع ما كتب عنه وجعله في زنبيل وحمله إلى داره وقال لا أروي عنك أبدا)([411]).

أقول: وكم من مرة ومرة أثرت هذه النزاعات الشخصية والخلافات ــ التي غالبا ما تنشأ عن أسباب تافهة ــ على تدوين السنة النبوية، وكم من كتاب احرق أو دفن أو اخفي لهذا السبب، وكم من راوٍ ترك حديثه ومات مع موته ولم يدونوه لأسباب التنافس والحسد والغيرة وغير ذلك من الأسباب التي لا تليق بعوام الناس وجهلتهم فضلا عن أهل الحديث وحملة الآثار، فضاعت بذلك آلاف الأحاديث والسنن النبوية، وخسرت الأمة الإسلامية بسبب ذلك تراثها ورصيدها الفكري والثقافي.

موقف أساتذة مسلم من تأليفه لكتاب الصحيح

عن سعيد بن عمرو البرذعي قال: (شهدت أبا زرعة ــ يعنى الرازي ــ ذكر كتاب الصحيح الذي ألفه مسلم بن الحجاج ثم الفضل الصائغ على مثاله فقال لي أبو زرعة هؤلاء قوم أرادوا التقدم قبل أوانه فعملوا شيئا يتشوفون به ألفوا كتابا لم يسبقوا إليه ليقيموا لأنفسهم رياسة قبل وقتها)([412]).

وفي النص المنقول عن كل من المزي في (تهذيب الكمال) والذهبي في (سير أعلام النبلاء): (فقال لي أبو زرعة: هؤلاء قوم أرادوا التقدم قبل أوانه، فعملوا شيئا يتسوقون به([413])، ألفوا كتابا لم يسبقوا إليه، ليقيموا لأنفسهم رياسة قبل وقتها)([414]).

أقول: واعتراف كهذا من شخص كأبي زرعة الرازي له قيمة علمية كبيرة،


[411] تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج 58 ص 93.

[412] راجع تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 5 ص 29.

[413] إلى هنا تنتهي عبارة الذهبي والبقية للمزي.

[414] تهذيب الكمال للمزي ج 1 ص 419 ــ420، وسير أعلام النبلاء للذهبي ج 12 ص 571

اسم الکتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين المؤلف : البلداوي، وسام    الجزء : 1  صفحة : 214
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست