responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين المؤلف : البلداوي، وسام    الجزء : 1  صفحة : 166

ثانيا: هل كانت لأحمد بن حنبل قدرة على تمييز الحديث الصحيح من غيره؟

المروي عن معاصري أحمد بن حنبل هو: ان احمد بن حنبل لم تكن له القدرة الكافية من المعرفة التي تؤهله لمقام التمييز ما بين صحيح الحديث وضعيفه، فضلا عن أن يضع كتابه كميزان يزن به أحاديث النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وسننه، لان سيرته العلمية، وشهادة الذين عاصروه، وتصريحاته الشخصية، كانت بأجمعها تؤكد على أنّ احمد بن حنبل لم تكن له القدرة في كثير من الأحيان على معرفة علل وأخطاء كثير من الأحاديث الموجودة في عصره وأخطائها، وانه طالما كان يستعين بغيره في معرفة علل الحديث، وعلى سبيل المثال فقد كان يرجع الى يحيى بن معين في كثير من مسائل العلل، فكان يرسل إليه من يسأله عن علة بعض الأحاديث، كما كان يتمنى في كثير من المواقف وجود يحيى معه ليكشف له أخطاء بعض الأحاديث التي يسمعها من شيخه يعقوب بن إبراهيم، وقد ذكر الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) شاهدا صريحا على هذه الحقيقة حيث قال: (قال ابن الرومي وكنت عند أحمد فجاء رجل فقال يا أبا عبد الله انظر في هذه الأحاديث فإن فيها خطأ قال عليك بأبي زكريا فإنه يعرف الخطأ قال وكنت أنا وأحمد نختلف إلى يعقوب بن إبراهيم في المغازي فقال أحمد ليت ان يحيى هنا قلت وما تصنع به قال يعرف الخطأ)([290]).

وهذه كما ترى ضربة قوية وجهها احمد بن حنبل إلى نفسه كذب من خلالها قدرته على تمييز ما هو صحيح وضعيف من الأحاديث والسنن والمغازي، وان غيره اعلم منه، فكيف يجعل شخص كهاذا نفسه وكتابه ميزانا يرجع المسلمون إليه حين الاختلاف.


[290] تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج14 ص184، وراجع ايضا: تهذيب الكمال للمزي ج31 ص555، وتهذيب التهذيب لابن حجر ج11 ص249 ــ 250.

اسم الکتاب : فضائل أهل البيت عليهم السلام بين تحريف المدونين وتناقض مناهج المحدثين المؤلف : البلداوي، وسام    الجزء : 1  صفحة : 166
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست