بمعنى: أن العناية الإلهية سبقت خروج نبي الله عيسى عليه السلام في جدته
لأمه امرأة عمران فهذه المرأة حينما ارتبط وجودها بالنبوة والرسالة والحكم الشرعي
هيّأها الله وأعدها من قبل أن يرى نبي الله عيسى الحياة الدنيا.
وهذا العرض القرآني إنما جاء لكي
يعطي صورة واضحة المعالم عن تلك الشخصيات الرسالية، وهذا أولا.
وثانيا
كي لا يبدو مستغرباً ذلك الحديث حينما يتناول فاطمة بضعة النبي الأكرم
صلى الله عليه وآله وسلم أو أمها خديجة عليها السلام فمثلما شملت العناية الإلهية
والسبق في اللطف الرحماني امرأة عمران بكينونة النبوة في عيسى عليه السلام كذاك
الحال كان في أم المؤمنين خديجة عليها السلام بكينونة الإمامة التي خصت بها أم الأئمة
فاطمة عليها السلام.