responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هذه فاطمة صلوات الله عليها المؤلف : الحسني، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 8

ففي تكوينها الرحمي (الجنيني): نجد القرآن الكريم يظهر جانباً مفصلاً عن تلك المرحلة التي سبقت ولادة هذه الشخصية الرسالية كنبي الله عيسى عليه السلام وأمه مريم عليها السلام فيبين لنا حال مريم عليها السلام وما بلغت إليه من القرب والطاعة لله تعالى لتنال الكرامة منه سبحانه في الاختيار لهذه الرسالية، فمريم عليها السلام قد أعدت لتكون صاحبة الرحم الطاهر الذي خلق فيه روح الله وكلمته.

قال تعالى:

وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا ﴿١٦﴾ فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ﴿١٧﴾ قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَـٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا ﴿١٨﴾ قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا ﴿١٩﴾ قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا ﴿٢٠﴾ قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌۖ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّاۚ وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا ﴿٢١﴾ فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا ﴿٢٢﴾ ([1]).

فهذه الآيات المباركة تظهر لنا بوضوح المرحلة الجنينية لتلك الشخصية الرسالية، وإن الحكمة في إيراد ذلك الحديث يتعلق بكونها رسالية؛ ومن قبل ذلك كان القرآن قد أظهر في بيانه لتلك الشأنية الرسالية ما كان يختص بشخص مريم عليها السلام إذ أظهر لنا القرآن تلك الخصوصية في بيانه المتعدد الجوانب عمن ارتبط تكوينهم بالرسالات فها هي امرأة عمران يحدثنا القرآن عنها كيف قد نذرت ما في بطنها محرراً لله عزّ وجل كي تكون هذه الأم قد هُيّئت لتلد رحماً طاهراً مطهراً ممثلاً في شخص مريم لينشأ بين أحشائها المخصوص بالنبوة والمجتبى لرسالة الإنجيل.

قال الله تبارك وتعالى:


[1] سورة مريم، الآيات: 16 ــ 21.

اسم الکتاب : هذه فاطمة صلوات الله عليها المؤلف : الحسني، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 8
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست