responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هذه فاطمة صلوات الله عليها المؤلف : الحسني، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 84

ومن هنا: فإن البقعة التي أشار إليها الحديث بالأشرف هي قمـة العرش.

بل إن المراد هو: أشرف موضع من قمة العرش، وهي ذروته كما دل عليه الحديث فذروة كل شيء: أعلاه، وذروة السنام والرأس أشرفهما([97]).

وعليه: فقد كانت هذه الأشباح في سنام العرش ورأسه، أي: ذروته، ثم نقلها الله عزّ وجل إلى صلب آدم لما خلقه بيده ونفخ فيه من روحه.

المسألة الثانية: ما هي علة سجود الملائكة لآدم عليه السلام؟

قد كشف هذا الحديث الشريف على قائله صلاة الرحمن وعلى آله القادة إلى الجنان: إن العلة من سجود الملائكة لآدم عليه السلام هي: لكونه كان وعاء لهذه الأنوار فإن السجود كان في الحقيقة لهذه الأنوار، وفي هذا يقول ابن معصوم في بديعته([98]):

وآدم إذ بدا عنوان زلته

به توسل عند الله في القدمِ

ثم أردف هذا البيت من البديع بشرح بيّن فيه العنوان قائلاً:

العنوان في هذا البيت هو الإشارة إلى ما ذكره الإمام أبو محمد الحسن بن علي العسكري عليهما السلام في تفسيره لقوله تعالى:

(فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ).

قال:

لما زلـت مـن آدم الخطيئة واعتذر إلى ربه وقال: يا ربّ تب علي واقبل معذرتي وأعدني


[97] لسان العرب لابن منظور: ج5 ص40، ط دار إحياء التراث العربي، وج14، ص274، ط نشر أدب الحوزة، قم.

[98] أنوار الربيع لابن معصوم: ج4، ص334.

اسم الکتاب : هذه فاطمة صلوات الله عليها المؤلف : الحسني، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست