responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هذه فاطمة صلوات الله عليها المؤلف : الحسني، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 63

ومن هنا: فإن فاطمة لما أشرقت أضاءت السماوات والأرض بنورها، وبمعنى آخر: أن نور فاطمة أضاءَ السماوات والأرض وأحاط بهما من كل الجهات، هذه الإحاطة أسقطت وألغت معنى الشروق والغروب لعدم وجود الظلمة.

المسألة الثانية: نور فاطمة عليها السلام يغشي أبصار الملائكة عليهم السلام

إنّ الحديث يظهر مزية أخرى لهذا النور الفاطمي ألا وهي: شدة الإضاءة التي عبر عنها قوله عليه السلام:

«فغشيت أبصار الملائكة».

ومثاله كمن وقف في منتصف النهار في فصل الصيف ينظر إلى قرص الشمس، أو كمن أبصر في مصباح عظيم التوهج فإن العين بكلا الحالين تصاب بـ(الغشاوة)، أي كمن وضع غشاء أو غطاء على العين فلا يبصر شيئاً إلا أن الغطاء لا ينزل ألماً واضطراباً في العين لأن العين في وضع الغطاء تكون قد حفظت عصب الرؤيا من التأثر وهو عكس النظر إلى قرص الشمس فإن عدسة العين تنحصر وتضيق إلى درجة كبيرة لحفظ شبكيتها من التأثر بهذا الضوء فلذلك جاءت كلمة: غشاوة ولم يقل غطاء وهو قوله تعالى:

(فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ) ([60]).

وهو يفيد عدم الرؤيا بسبب إصابة عصب العين وعجزه عن النظر، بينما يفيد قوله تعالى:

(فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) ([61]).


[60] سورة يس، الآية: 9.

[61] سورة ق، الآية: 22.

اسم الکتاب : هذه فاطمة صلوات الله عليها المؤلف : الحسني، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 63
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست