responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هذه فاطمة صلوات الله عليها المؤلف : الحسني، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 332


كانت كذبة بيضاء أو سوداء.

وعليه:

وقوع علماء أهل السنة والجماعة في عدم الوقوف على مصداق البدعة ومفهومها ومعناها مع مصداق الشريعة ومفهومها ومعناها دفعهم إلى جعلها حسنة ومذمومة؛ ومن ثم هم مختلفون في كل أمر جديد فضلاً عن التفات السلفية إلى هذا التقاطع في المعنيين، معنى المدعى ومعنى الشريعة مما جعلوهم يحرمون كل أمر جديد لم يكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن ثم عهد الصحابة والتابعين وهو ما يعبر عنه بالقرون الثلاثة مما زاد الأمر سوءاً.

والسبب في ذلك هو محاربة كل ما لم يكن في تلك الأزمنة مما يتمخض عن إرجاع البشرية إلى قبل ألف ومائة سنة ومن ثم أصبح المسلم لا يستطيع أن يحيا هذه الحياة وهو على مشارف الألفية الثالثة التي لم يكن فيها شيء على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة سوى بعض المسميات التي اختلفت في مدلولاتها حتى احتاجت الألفاظ إلى قرائن تدل على معانيها ومقاصدها.

وفي هذه المشكلة يقول التفتازاني:

(ومن الجهلة من يجعل كل أمر لم يكن في زمن الصحابة بدعة مذمومة، وإن لم يقم دليل على قبحه تمسكا بقوله عليه الصلاة والسلام:

«إياكم ومحدثات الأمور».

ولا يعلمون أن المراد بذلك هو أن يجعل في الدين ما ليس منه، عصمنا الله من اتباع الهوى وثبتنا على اقتضاء الهدى بالنبي وآله)([544]).


[544] شرح المقاصد للتفتازاني: ج2، ص271.

اسم الکتاب : هذه فاطمة صلوات الله عليها المؤلف : الحسني، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 332
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست