responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هذه فاطمة صلوات الله عليها المؤلف : الحسني، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 261

(حوراء إنسية)، لكنه صلى الله عليه وآله وسلم يضيف إلى هذا السبب الآخر لفظاً تفجرت منه معانٍ عديدة وحقائق كثيرة وإشارات إلى أسرار خفية، لعل الله يمنّ علينا بمعرفتها ويوفقنا لفهمها والإحاطة بها.

وهذا السبب الآخر لكونها حوراء إنسية، هو خلقها من زغب جبرائيل عليه السلام وعرقه الذي جمع مع ثمرة الجنة وقد ظهر هذا السبب في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا إنسية).

فلما استشكل الأمر على صحابته بيّن لهم معنى أنها: (حوراء إنسية لا إنسية)، لكن هذا البيان صاغه صلى الله عليه وآله وسلم بألفاظ تسمعها الأذن الحسية وتدركها الأذن الواعية بأبعد معانيها وخواص مضامينها فحمل كل عاقل شرح الله قلبه للإيمان من هذا المعين العذب ما يقدر على حمله، وكلما وقف الظمآن على هذا المعين روى منه قلبه وأخذ به الشوق إلى الاغتراف منه غرفات لأجل نقلها إلى العطاشى من أحبابهم وإخوانهم، فكان إنفاقهم من وحي الحصول على الأجر والثواب فأنفقوا (كلاً على سعته).

ومن هنا فقد تناول أهل العرفان هذه الألفاظ وبينوا معانيها وأشاروا إلى لطائفها وخصائصها بأجمل المعاني وأوضح الإشارات وكأنهم قدموا هذا الماء الذي اغترفوه من معين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بكؤوس منمقة ومناديل معطّرة لينالوا الحظ الأوفر في خدمة إخوانهم من المؤمنين وشيعة آل محمد الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.

فمنهم من قال في بيان معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم:

«خلقت من عرق جبرائيل وزغبه».

هو: (إن الجنة دار الحيوان ودار الله ومحل الرضوان، وكل ما فيها من أشجار وأثمار وأنهار وغيرها منسوب إلى الله، وجميع سكانها هم أهل الله وخيرته من خلقه وزبدة عبيده، كما أن الثمرة خلاصة الشجرة وعصارتها، وجبرائيل خير أهل الملكوت

اسم الکتاب : هذه فاطمة صلوات الله عليها المؤلف : الحسني، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 261
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست