responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هذه فاطمة صلوات الله عليها المؤلف : الحسني، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 135

ثانيا: الحكمة في جمع روحي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلي عليه السلام في المرحلة الثانية من خلق أنوارهم فكانت روحاً واحدة

يشير الحديث الشريف أيضا إلى المرحلة الثانية من مراحل خلق أنوار محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعترته أهل بيته عليهم السلام وهي خاصة أيضاً، أي هذه المرحلة بنور رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونور وصيه فيقول الإمام الصادق عليه السلام عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الله تعالى:

«ثم جمعت روحيكما فجعلتها واحدة».

وهذه المرحلة من الخلق قد نص عليها القرآن الكريم في آية المباهلة في قوله تعالى:

(فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّـهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)([182]).

فكان علي عليه السلام نفس النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم أي إن روحيهما واحدة لكن مقاماتهما مختلفة فالمصطفى في مقام النبوة والرسالة وبه ختم الله هذا المقام وكان علي عليه السلام في مقام الوصاية لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. تقول سيدة النساء فاطمة عليها السلام في بيان مقام أبيها:

«اختاره قبل أن أرسله، وسماه قبل أن اجتباه، واصطفاه قبل أن ابتعثه، إذ الخلائق بالغيب مكنونة، وبستر الأهاويل مصونة، وبنهاية العدم مقرونة علما من الله تعالى بما يلي الأمور، وإحاطة بحوادث الدهور، ومعرفة بمواقع الأمور ابتعثه الله إتماما لأمره، وعزيمة على إمضاء حكمه، وإنفاذا لمقادير حتمه»([183]).

أما الحكمة في هذا الجمع ــ كما يبدو لي ــ فهو في أمور منها:


[182] سورة آل عمران، الآية: 61.

[183] الاحتجاج للطبرسي: خطبة الزهراء عليها السلام، ج1، ص133.

اسم الکتاب : هذه فاطمة صلوات الله عليها المؤلف : الحسني، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 135
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست