responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : هذه فاطمة صلوات الله عليها المؤلف : الحسني، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 131

وغيرها من الأحاديث التي مرت الإشارة إليها في المسألة الأولى من المبحث.

إلا أن الحقيقة الجديدة التي يظهرها الحديث الشريف هي:

1ــ إن هذه الأرواح كانت بلا أبدان والحكمة في ذلك هي أن الله تعالى شاء أن تكون الأرواح من لواحق الأبدان وخواصها، ومن ثم حينما يكون هناك خلق للروح لزم أن يكون هناك بدن تحل فيه، هكذا يفهم من ظاهر الرواية الشريفة.

2ــ ولأن هذه الأرواح هي من النور فلذا لا لزومية لوجود الأبدان وذلك لسببين:

ألف: لأنها، أي الأبدان، من مقتضيات الحياة الدنيا، وأن هذه الأرواح هي في السماء وفي عالم الأمر.

باء: أو لاختلافها في أهل البيت عليهم السلام؛ إذ إن الله تعالى جعل أرواحهم هي أنوارهم.

3ــ إن الله سبحانه وتعالى اختص روح فاطمة عليها الصلاة والسلام في خلقها بخاصية منفردة وهي أنه عزّ شأنه خلقها من نور مستقل من ذلك النور الأول الذي خلق الله منه أرواح محمد وعلي والحسن والحسين عليهم السلام.

والذي أفهمه من الحديث أن العلة في هذا التغاير هو لوجود سر الحياة فيه أي الشفع والوتر، والذكر والأنثى.

بمعنى آخر:

إن المخلوقات الأنثوية التي جعلها الله تعالى في الحياة الدنيا تحتاج إلى روح ونور، وطاقة تختلف عما تحتاج المخلوقات الذكورية، أي إن عنصرَيْ الحياة وهما الذكورية والأنثوية وقطبَي الدورة الحياتية على الأرض تقتضي المغايرة.

فكل شيء قائم في الحياة الدنيا على هذين العنصرين ولولاهما لما كانت هناك

اسم الکتاب : هذه فاطمة صلوات الله عليها المؤلف : الحسني، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 131
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست