responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 91

إنْ تَسألوا عنّي فإنّي ذو لَبَدْ([163])

وإنّ بَيتي في ذُرى بَني أسَدْ

فمَنْ بَغاني حائِدٌ عن الرَشَدْ

وكافرٌ بدِينِ جبّارٍ صَمَدْ

ولم يزل يقاتل ويضرب فيهم بسيفه حتى قتل منهم مقتلة عظيمة، ثمّ عطف عليه مسلم بن عبد الله الضبابي وعبد الرحمن بن أبي خشكارة البجلي، فاشتركا في قتله، مع اشتراك هذين الفارسين ـ يقال: ـ وقعت لشدّة القتال غبرة عظيمة، فما انجلت الغبرة إلاّ ومسلم بن عوسجة صريع على ثرى الطف، فمشى إليه الحسين وبه رمق، فقال له الحسين: رحمك الله يا مسلم، ثمّ قرأ قوله:

{فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً}([164])»([165]).

وكان حبيب بن مظاهر إلى جانب الحسين فقال لمسلم وقد رأى شفتيه تتمتمان: يا أخي يا مسلم، لو لم أعلم أنّي في الأثر لأحببت أن توصيني بجميع ما أهمّك، فقال مسلم بن عوسجة وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة: أوصيك بهذا ـ وأشار إلى الحسين(علیه السلام) ـ أن تموت دونه. إنّ الكلمات ربّما لا يمكن أن تعطي وتصوّر العظيم من المواقف، وهذا هو أحدها، فإنّ القلم تراه يكلّ، واليد تقف، واللسان لا يتكلّم، وهو يرى موقفاً عظيماً كهذا الموقف الذي وقفه فيه مسلم بن عوسجة في حياته وعند مماته. فهنيئاً لك يا مسلم بن عوسجة هذه الشهادة العظيمة بين يدي مولاك الحسين، جمعنا الله وإياكم معه تحت ظلّ رحمته، وفي جنّته، إنّه أرحم الراحمين.



[163] معنى ذو لبد: الشعر المجتمع بين كتفي الأسد ولهذا يعبر عن الأسد بأنه ذو لبدة (لسان العرب مادة لبد).

[164] سورة الأحزاب، الآية: 23.

[165] إبصار العين: 109.

اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 91
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست