نعم هناك إشكال يورده بعض علمائنا في تاريخ الزيارة وهو سنة 252هـ([101]) حيث يقولون بأنّ هذا التاريخ لا يتّفق مطلقاً مع النسبة إلى الإمام المنتظر الذي لم يكن مولوداً في ذلك الوقت، حيث ولد سنة 256هـ أو 255هـ([102]).

ولذلك ذهب معظمهم إلى أنّ هذه الزيارة تنتسب إلى الإمام الحسن العسكري وليس إلى الإمام المهدي# كما ذهب إلى ذلك التستري في قاموس الرجال([103])، بينما أصرّ آخرون على أنّ الزيارة منسوبة إلى الإمام المهدي، غاية ما في الأمر أنّ هناك اشتباهاً في كتابة التأريخ، فبدلاً من 262هـ كُتِب 252هـ كما صرّح بذلك المجلسي في بحاره([104]).

وقد مال الشيخ محمد مهدي شمس الدين في تحقيقه القيّم لهذه الزيارة إلى إمكانية أن تكون الزيارة منسوبة إلى الإمام الحسن العسكري، حيث يقول: «والافتراض الثاني (النسبة إلى الإمام الحسن العسكري) أولى بالقبول من الافتراض الأوّل لولا الاعتراض عليه بأنّ مصطلح الناحية في الثقافة الشيعية الإمامية يعني الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن(علیه السلام) في عصر غيبته الصغرى، ولا نعلم أنّه استعمل للتعبير عن غيره من الأئمة»([105]).

وقد علّق سماحة الشيخ فوزي آل سيف في كتابه «تساؤلات حول النهضة

[101] أنصار الحسين لشمس الدين: ص170.

[102] أصول الكافي: ج1 ص514.

[103] قاموس الرجال للتستري: ج8 ص333 ـ 334.

[104] بحار الأنوار: ج98 ص274.

[105] أنصار الحسين لشمس الدين: ص171 ـ 172.