responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 54

وكذلك مقتل ابن شهر آشوب في كتابه مناقب آل أبي طالب، وابن طاووس في اللهوف في قتلى الطفوف، وابن نمّا في مثير الأحزان، إضافة إلى بقيّة كتب المقاتل الأخرى. ولا شكّ أنّ هذه المصادر تمثّل الناقل الأكثر صدقاً من جهة، ومن جهة أخرى أقلّ تأثّراً بالأوضاع السياسية للدولة، على أساس أنّهم لا يمثّلون عنصراً رسميّاً داخل الدولة في تدوين الأحداث والوقائع. صحيح أنّ الطبري قد اعتمد في حديثه عن كربلاء على أبي مخنف كثيراً، ولكنّه في الوقت نفسه لم ينقل كلّ ما ذكره عنه فقط، وإنّما ذكر أحاديث وروايات أخرى أسندها إلى آخرين، وما ذكرته من النصّين السابقين للطبري يعدّ دليلاً وشاهداً على ما نقول، وهذه حقيقة يجب علينا أن نعيها ونحن نقرأ كتاب الطبري كأقدم وأوسع كتاب تأريخي اعتمده المسلمون في دراسة التأريخ.

أقول: إنّ كلّ ما ذكرته سابقاً يبيِّن لنا هذه الحقيقة، وهي أنَّنا اذا أردنا أن نبحث عن أسماء أصحاب الحسين(علیه السلام)، والشهداء منهم، علينا أن نميل إلى كتب المقاتل أكثر من كتب المؤرّخين، وبعبارة أخرى علينا أن نذهب إلى مصادر المؤرّخين أنفسهم، والتي اعتمدوها في كتاباتهم قبل أن يخفوا فيها ما أخفوه تحت تأثيرات إرهاب الدولة، فضلاً عن العوامل الأخرى التي ربّما لا يسع المجال هنا لذكرها، ومن ثم تخرج الأحداث مشوّهة عرجاء، بعيدة كلّ البعد عمّا جرى وحصل بالفعل، آخذين بعين الاعتبار المصادر القريبة من الواقعة كأبي محنف والفضيل بن الزبير، لأنّها ستكون أقلّ تحريفاً وتزويراً، وأكثر صدقاً في ذكر الأحداث والأسماء والمواقف.

اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 54
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست