responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 52

المؤرّخ، لأنّ أمثال هؤلاء يكونون تحت أنظار السلطة فيما يكتبون، ومن ثم قد ترى الدولة بأنّ ليس من صالحها أن ينشر هذا المؤرّخ هذه الحادثة، أو ترى العكس، بأنّ المصلحة في أن ينشرها ولكن على أن يبيّن فلسفتها والأسباب الكامنة وراءها، ومن هنا يكونون أكثر عرضة للضغوط التي تمارسها هذه الدولة أو تلك، وربّما حاضرنا الذي نعيش فيه يكشف لنا بشكل واضح عن مثل هذه التأثيرات، فكم من الإعلاميين الذين يعيشون الأحداث بأمّ أعينهم ويرون الحقّ ماثلاً أمامهم من خلال جملة من النقاط، ولكنّك تراهم غير قادرين على تسجيل ما يؤمنون به، والسرّ وراء ذلك هو الخوف من النظام الحاكم الذي ربّما تقتضي مصلحته عدم تسجيل مثل هذه الأمور، والمثال البارز في التاريخ هو الضغوط الكبيرة التي مارستها الدولة الأموية على هؤلاء المؤرّخين في عدم ذكر هذه الواقعة أصلاً، أو تزويرها على أقل تقدير، من خلال ذكر الروايات الكاذبة عنها، فضلاً عن رموزها وأبطالها.

يقول صادق جعفر الرّوازق وهو يتحدّث على هامش تقريرات السيّد كاظم الحائري لمحاضرة السيّد الشهيد محمد باقر الصدر، تحت عنوان «الحسين يكتب قصّته الأخيرة»: «ما لتأثير الأساليب السياسية القاهرة التي مارسها الأمويّون ومنذ عهد عثمان، ثمّ معاوية الذي قال: اقطعوا العطاء عن كلّ من يوالي أبا تراب. فقطع العطاء هو قطع الأعناق، وهو حكم إعدام سبقٍ مع وقف التنفيذ، فالسياسة الأموية التي لم ترحم الطفل الرضيع، فكيف الحال لمن يريد أن يؤرّخ واقعة مأساوية صنعتها دناءة النظام واستهتاره، ومن ثمّ كيف لمؤرّخٍ موالٍ أو حتى معادٍ أن

اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 52
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست