responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 47

والله لأمضينّ إلى إخوتي وبني عمومتي وأعاتبهم على ذلك، فأتيت خيمة العباس فسمعت منه همهمة ودمدمة، فوقفت على ظهرها، فنظرت فيها فوجدت بني عمومتي وإخوتي وأولاد إخوتي مجتمعين كالحلقة، وبينهم العباس ابن أمير المؤمنين وهو جاث على ركبتيه كالأسد على فريسته، فخطب فيهم خطبة ما سمعتها إلاّ من الحسين(علیه السلام)، مشتملة على الحمد والثناء والصلاة على النبي وآله، ثمّ قال في آخر خطبته: يا إخوتي وبني إخوتي وبني عمومتي، إذا كان الصباح ماذا تقولون؟ قالوا: الأمر إليك يرجع، ونحن لا نتعدّى لك قولاً، فقال العباس: إنّ هؤلاء (يعني الأصحاب) قوم غرباء، والحمل الثقيل لا يقوم به إلاّ أهله، فإذا كان الصباح فأوّل من يبرز إلى القتال أنتم»([80]).

وممّا لا ريب فيه أنّ العباس لا يخطو كهذه خطوة إلاّ لمعرفته برغبة الحسين في ذلك، فتبيّن ممّا تقدّم بأنّ الحسين لم يعبّئ أصحابه لوحدهم حينما صفّهم للحرب، وإنّما عبّأ معهم بني هاشم والموالي كذلك، لأنّهم جزء من أصحابه بل ومن المستشهدين بين يديه. فقول أبي مخنف إنّه صفّهم للحرب فكانوا اثنين وسبعين، سوف تترتّب عليه نتيجة لا يقول بها أحد، كما قلنا في أوّل هذه النقطة، وهي أنّ جميعهم قد قتلوا ولم يبق منهم أحد،([81]) لأنّ من المتّفق عليه عند المؤرّخين جميعاً وأرباب المقاتل، أنّ عدّة مَنْ قُتِلَ من أصحاب الحسين وأهل بيته لم ينقص عن اثنين وسبعين رجلاً، وهذه النتيجة لا توجد رواية واحدة ضعيفة


[80] معالي السبطين: ج1 المجلس الثالث في وقائع ليلة عاشوراء، كما في ص53.

[81] الغريب أنّ الشيخ شمس الدين& في الوقت الذي يؤكّد على أنّ التعبئة كانت خاصّة للأصحاب فقط، كما في ص53، يقول في ص65: إنّ الهاشميين كانوا جزءاً من القوّة المعبّأة.

اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست