responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 255

الجليس الصالح

لقد ذكر النبي’ وهو في معرض حديثه، عن الجليس الصالح والجليس السيئ الذي تركن إليه مدّة زمنية محدودة بقوله: >إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إمّا أن يحذيك (يعطيك)، وإمّا ان تبتاع منه، وإمّا أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إمّا ان يحرق ثيابك وإمّا ان تجد ريحاً خبيثة<([515]) فإذا كان الإنسان بجلسة قصيرة مع جليس صالح قد يحصل على واحدة من ثلاثة فإما أن يعطيك ويهديك أو تشتري منه أو تشم منه رائحة طيّبة، تؤثر في نفسك وبدنك وثوبك، فما بالك بصحبة طويلة تقترن مع الولادة وتمتد لتشترك حتى في صباها وشبابها وشيخوختها فلا ترضى لنفسها بعد ذلك إلا أن تشترك معها في نهايةٍ شاءَ اللهُ تعالى لها أن تنتهي إليها، ما الذي يمكن أن يأخذه مثل هذا الإنسان مع صحبة من هذا القبيل؟ لا شك أن الشهيد عبد الله بن يقطر، قد أخذ من الحسين كلَّ مقومات الشخصية الإيمانية، فكان لا يرى الحسينُ خيراً إلا ويأمره به، ولا يرى سوءاً أو شراً إلا وينهاه عنه، فكان الحسينُ(علیه السلام) بالنسبة إليه خيراً له من نفسه، وكما يقول أحد العلماء: (الأخ الصالح خير لك من نفسك لأن النفس أمّارة بالسوء والأخ الصالح لا يأمر إلا بالخير، يقول آخر: الاصدقاء ثلاثة أحدهم كالغذاء لابد منه، والثاني كالدواء يحتاج إليه في وقت دون وقت، والثالث كالداء لا يحتاج إليه قط).

ولا ريب أن الحسين(علیه السلام) كان للِدته كالغذاء الذي لا يستغني عنه، وقديماً


[515] صحيح مسلم: باب استحباب مجالسة الصالحين ومجانبة قرناء السوء : 2628.

اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 255
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست