responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 25

7. الوعي والبصيرة

وأعني بالوعي والبصيرة شدّة إيمانهم واعتقادهم بقضيتهم، الناشئ عن الوعي والبصيرة، حيث لم يكونوا متأثّرين بالجوّ العامّ للأفكار والمواقف، إذ لا ينبغي للإنسان المؤمن الانسياق وراء الجوّ الاجتماعي والجماهيري الذي ربّما لا يتّصف بالحكمة في كثير من الأحيان، وكما قال تعالى في القرآن الكريم:

{قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ}([29]).

حيث طلب منهم أن يفكّروا فرادى أو مثنى، لا مجاميع، حتى لا يسقطوا ضحيّة تحت تأثيرات الجوّ الاجتماعي العامّ على أفكارهم وثقافاتهم ومن ثم مواقفهم.

وممّا يؤكّد هذا المعنى في أصحاب الحسين(علیه السلام)، هو أنّ التأريخ لم يسجّل لهم أيّ موقف أو كلمة أو رأي مخالف لرأي الحسين(علیه السلام)، بينما تجد في أصحاب رسول الله’ من خالف وعصى وتمرّد([30]) وكذلك الحال بالنسبة لأصحاب أمير المؤمنين(علیه السلام) فقد تحمّل منهم الكثير، ولا ننسى موقفهم معه في صفّين ورفع المصاحف([31])، وهكذا بالنسبة لموقف الحسن(علیه السلام) مع أصحابه، حتى وصل ببعضهم الأمر إلى أن يخاطبه بكلمات قاسية([32])، بينما لا نجد في الطف وفي


[29] سورة سبأ، الآية: 46.

[30] وقد ذكر التاريخ مواقف كثيرة لاسيما في صلح الحديبية، وذلك حينما أمرهم أن ينفروا فلم يقم منهم أحد: البخاري ج3/ص257.

[31] تذكرة الخواص لابن الجوزي ص103.

[32] للمزيد راجع كتاب الحسن بن علي لباقر شريف القرشي ص267 وما بعدها.

اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 25
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست