responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 218

كان على بيّنة من ربّه ونبيّه’، فلقد تعرّض أهل صفّين إلى هزّات عنيفة من خلال الشبهات التي أُثيرت آنذاك وأثّرت فيهم، سواءٌ قبل نشوب المعركة أو خلالها، فهناك من رفع المصاحف كذباً وبهتاناً ودعا إلى الرجوع كتاب الله، وهناك من جبن وجبّن، وهناك من كان يسير بين الصفوف ويقول: لا قتال لا قتال.

ولم تكن هذه الشبهات قد اختصّت بها معركة صفّين، بل كانت موجودة حتى في معركة الجمل، وللمثال أقول هذه الرواية لتكون شاهداً على ذلك وإن كانت تتحدّث عن واقعة الجمل، ولكن الأمر نفسه حصل في صفّين: «عن أبي يحيى الواسطي قال: لمّا افتتح أمير المؤمنين (المقصود فتح البصرة) اجتمع الناس عليه، وفيهم الحسن البصري ومعه الألواح، فكان كلّما لفظ أمير المؤمنين كلمة كتبها، فقال أمير المؤمنين له بأعلى صوته: ما تصنع؟ فقال: نكتب آثاركم لنحدّث بها بعدكم، فقال أمير المؤمنين: أما إنّ لكلّ قوم سامري، وهذا سامري هذه الأمّة، أما إنّه لا يقول: لا مساس ولكن يقول: لا قتال»([417]).

فكم سامري ابتلي به أميرالمؤمنين في صفّين كان يثبّط من عزائم الناس في القتال، ولهذا قلنا آنفاً إنّ هذه المعركة بل والمعارك التي خاضها أمير المؤمنين كانت مختبراً عملياً لكلّ الادّعاءات، فمن ثبت فيها كان في غيرها أثبت، ومن خسر فيها وتزلزل كان في غيرها أخسر وأكثر تزلزلاً، وهذا ما يفسّر لنا ما حصل لشمر بن ذي الجوشن وشبث بن ربعي وآخرين، حيث كانوا ممّن تزلزلت اقدامهم في معركة صفّين بل ووقفوا ضدّ علي(علیه السلام). يقول السيّد الخوئي وهو


[417] العرفان الإسلامي للسيد محمد تقي المدرسي: ص39.

اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 218
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست