responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 213

طالب يعاني منه بعد رحيل رسول الله’ حينما كان يعيش تلك المحنة التي مرّت على الإسلام بعد فقده’ فاضطرّته للابتعاد عن تلك الأجواء، وجرّته إلى غربة حقيقية، ووحدة ووحشة، جعلته يفضّل الموت على البقاء في واقعٍ كهذا:

ألا أيّها الموت الذي ليس تاركي

أرحني فقد أفنيت كلّ خليلِ

أراك بصيراً بالذين أُحبّهم

كأنّك تنحو نحوهم بدليلِ([405])

ومن هنا نفهم تلك الروايات التي جاءت تمجّد الغرباء في آخر الزمان، بل وتصف الإسلام بأنّه سيكون غريباً. ينقل النعماني في كتاب الغيبة، عن أبي عبد الله(علیه السلام) قوله: «إنّ الإسلام بدأ غريباً، وسيعود غريباً فطوبى للغرباء»([406]). وكلّ هذا المدح للغربة وللغرباء هو في الواقع لأنّ المتّبعين للإسلام حقيقة قليل، ولهذا كلّه صار سيّد الشهداء «غريب الغرباء»، ولأجل ذلك كلّه صار الصديق في ساعة العسرة نعمة، يقول علي(علیه السلام):

وما أكثر الإخوان حين تعدّهم

ولكنّهم في النائبات قليلُ([407])

ويقول ربيعة بن عامر (مسكين الدارمي):

وليس أخي من ودّني رأيَ عينهِ

ولكنْ أخي من ودّني وهو غائب([408])

ولقد تجلّت أروع صور النصرة، والأخوّة في أعلى درجاتها، في هذه الفئة


[405] المرأة العظيمة لحسن الصفار: ص129.

[406] الغيبة للنعماني: ص336، ومثله عن رسول الله (ص) في تفسير ابن أبي حاتم: ج9 ص2990 ح2991.

[407] ديوان الإمام علي: ص96.

[408] المستطرف في كلّ فنّ مستطرف، الباب الرابع والعشرون، في حسن المعاشرة والمودّة والأخوة.

اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 213
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست