responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 211

وهنا تجد التميّز في الجهاد والدفاع، حيث نزل أولاً فارساً حتى اذا قتل منهم عدداً عُقرت الفرس، فلم يتنازل عن جهاده بل انتقل إلى مرتبة أخرى حظي فيها بدعاء الحسين(علیه السلام) له، ولا شكّ أنّ دعاء الحسين بحدّ ذاته فضل لأنّه مجاب على كلّ حال، ولهذا حينما كان يرمي لم تسقط من سهامه سوى خمسة ببركة دعاء الحسين، والبقية أصابت أهدافها ولمّا انتهت سهامه التفت إلى الحسين مودّعاً وقائلاً له: سيدي، لو كنت أملك غير هذه النفس لقدّمتها بين يديك رخيصة، ثمّ نزل إلى القتال راجلاً، ومما يلفت النظر في رجز الشهيد هو قوله:

يا ربّ إنّي للحسين ناصرٌ

ولابن سعدٍ تاركٌ وهاجر

رسالة الشهيد إلى من يهمه الأمر

وبهذا القول أراد أن يوصل رسالة إلى من هم لا يزالون في جيش عمر بن سعد بأنّكم على باطل، بل وأراد ان يعلن موقفه هذا للتاريخ، ويعطي درساً للأجيال في التضحية والولاء، لا كما تصوّر البعض من أنّ قوله: ولابن سعد تارك وهاجر، دليل على أنّه كان في صفّ عمر بن سعد ثمّ انتقل إلى صفّ الحسين بعد ذلك: فهذا استدلال خاطئ، لأنّ الشهيد إنّما أراد أن يعلن براءته من النهج لا من الأشخاص، كما أنّ ولاءه للقيم والمبادئ الحقّة هو الذي دعاه لنصرة الحسين(علیه السلام)، وهذا هو الدرس الأكبر. ويقول أبو مخنف: «ولم يزل يقاتل راجلاً حتى قتلt، وفيه يقول الكميت الاسدي:

ومال أبو الشعثاء أشعث دامياً

وإنّ أبا حجلٍ قتيلٌ مجحّلُ»([403])



[403] مقتل أبو مخنف: ص ، لسان العرب لابن منظور مادة «جحل».

اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 211
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست