responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 190

فأمره الله أن يذبحه، ويعقوب(علیه السلام) اذ تعلّق قلبه بيوسف فأضاعه الله منه عدّة سنوات، ولهذا يجب أن لا يتعلّق قلب العبد بغير الله تعالى وإلّا كان كاذباً في دعوى المحبّة، وساق قصّة الفضيل بن عياض وقد أمسك بيد ابنته الصغرى فقبّلها فقالت له: يا أبتاه أتحبّني؟ فقال: نعم يا بنية، فقالت: والله ما كنت أظنّك كذّاباً قبل اليوم! فقال: وكيف ذلك؟ وبم كذبت؟ فقالت: ظننت أنّك بحالك هذه مع الله لا تحبّ معه أحداً! فقال: بعد أن بكى: يا مولاي، حتى الصغار قد اكتشفوا رياء عبدك الفضيل. وغيرها من الأحاديث التي كان الشيخ شلبي يحاول أن يسرّي بها عنّا ويُسَكّن ما لحقنا من ألم لمصابه، وخجل لقضاء هذه الليلة عنده، وانصرفنا وعدنا اليه في الصباح حيث دفنّا روحية، ولم نسمع صوت نائحة ولم ترتفع حنجرة بكلمة شكوى، ولم نرَ إلاّ مظاهر الصبر والتسليم لله العلي الكبير».

ومن هنا نجد أنّ شهيدنا الكربلائي قد سَما عنده حبّ ابن رسول الله حتى ما كاد ليشعر بحبّ ولده تجاه انشغاله بحبّ الحسين(علیه السلام)، وبهذا يقول له: «سيّدي أكلتني السباع إن أنا فارقتك»، وظلّ هذا الشهيد على هذا الثبات إلى آخر لحظة من لحظات حياته، حيث لم يبق معه إلاّ الضحّاك بن قيس المشرقي الذي ساوره حبّ الدنيا يوم العاشر من المحرّم فاختطف منه السعادة الأبدية، بينما تحرّك بشر بن عمرو الحضرمي إلى ساحات الوغى وملؤه الشوق إلى دخول الجنّة، وهنا درس لنا جميعاً، حيث إنّ الضحاك يقدّم لنا درساً في الضعف وعدم الثبات، بينما الشهيد الكربلائي يقدّم لنا درساً في الشجاعة واليقين والثبات رغم كلّ الظروف والأحوال، متأسّياً بإمامه الحسين(علیه السلام) الذي ثبتت قدماه في الأرض كالجبل الأشمّ، لا تحرّك منه الريح شيئاً، فسلام على بشر بن عمرو الحضرمي الكندي ورحمة الله وبرکاته.


اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 190
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست