responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 189

وفي الروايات الكثيرة ما يؤكّد على أنّ محبّة الإنسان لنبيّه ولأهل بيت نبيّه يجب أن تكون أشدّ من محبّته لولده وأهل بيته، وهنا أودّ أن أنقل هذه القصّة المعبّرة، والتي ينقلها الشيخ الآصفي عن الشيخ حسن البنّا في كتابه «مذكّرات الدعوة والداعية»([355])، يقول الشيخ حسن البنّا: «رزق الله الشيخ شلبي أحد مشايخ مصر في العرفان والأخلاق، بنتاً في مرحلة متأخّرة من عمره، فولع بها الشيخ ولعاً شديداً وشغف بها حتى كاد لا يفارقها إلى أن كبرت، وكان يزداد حبّاً لها كلّما شبّت وكبرت، ولقد زاره الشيخ البنّا مع جمع من أصحابه في إحدى الليالي بعد انصرافهم من موكب فرح، انطلقوا فيه من دار قرب دار الشيخ شلبي في ليلة عيد ميلاد رسول الله’، وبعد عودتهم جلسوا مع الشيخ شلبي قليلاً، ولمّا أرادوا الانصراف قال لهم الشيخ بابتسامة رقيقة لطيفة: إن شاء الله غداً تزوروني لندفن روحية. وروحية هذه وحيدته التي رُزقها بعد إحدى عشرة سنة من زواجه، وكان لا يفارقها حتى في عمله، وقد شبّت وترعرعت، وأسماها روحية لأنّها كانت تحتلّ منه منزلة الروح، يقول البنّا: استغربنا وسألناه: متى توفيت؟ فقال: اليوم قبيل المغرب، فقلنا: ولماذا لم تخبرنا فنخرج من منزل آخر بموكب التشييع؟ فقال: وما الذي حدث؟ لقد خفّف عنّا الحزن، وانقلب المأتم فرحاً، فهل تريدون نعمة من الله أكبر من هذه النعمة؟! وانقلب الحديث إلى درس تصوّف يلقيه الشيخ ويعلّل وفاة كريمته بغيرة الله على قلبه؛ فإنّ الله يغار على قلوب عباده الصالحين أن تتعلّق بغيره، أو أن تنصرف إلى سواه، واستشهد بإبراهيم(علیه السلام) وقد تعلّق قلبه بإسماعيل


[355] نفس المصدر: ص218 ـ 219.

اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 189
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست