responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 183

وهذه في تقديري خصلة مهمة وأساسية يتميّز بها هذا الشهيد العظيم تستحق التأمّل، وسيأتينا في بقية الشهداء أنّ هناك شهيداً آخر كان له عذر شرعي ولكنّه أبى إلاّ الشهادة والجهاد والدفاع عن الحسين(علیه السلام)، فنحن نقرأ في تاريخ الطفّ أنّ هناك الشيخ الكبير الذي سقط عنه التكليف بالجهاد، الذي حينما رآه الحسين شادّاً بطنه بقطعة قماش ورافعاً حاجبيه بعصابة بكى وقال: رحمك الله يا شيخ([343])، ونقرأ كذلك في كربلاء أنّ هناك الصبي الذي لم يبلغ الحلم، وكان التكليف ساقطاً عن أمثاله، وقد قال له الحسين: بني ارجع إلى أمّك إنّي لا أحبّ أن أجمع عليها عزاءين في آن واحد([344])، ولكنّه أبى إلاّ الشهادة، وأيضاً أنّ هناك الأعرج الذي أبى إلاّ أن يطأ بعرجته الجنة([345])، وهكذا آخرون ممّن شملتهم الرخصة، بل إنّ هناك رخصة عامّة تشمل جميع شهداء كربلاء، وهو قول الحسين وخطابه لهم ليلة العاشر من المحرّم حينما قال:

«هذا الليل قد غشيكم فاتّخذوه جملاً، وليأخذ كلّ واحد منكم بيد رجل من أهل بيتي([346]) ...الخ».

بل قد وجدت في بعض الروايات أنّ بين شهداء كربلاء من كان عليه دين، وكان مأذوناً على أساس ذلك أن يخرج لأداء دينه، ولمّا سمع الحسين به التفت إلى مناديه فنادى بأن لا يقاتل معي من عليه دين، كما في الرواية عن موسى بن


[343] وهو الشهيد أنس بن الحرث بن كاهل الأسدي (رض).

[344] هو الشهيد عمرو بن جنادة الأنصاري (رض).

[345] هو الشهيد مسلم بن كثير الأزدي (رض).

[346] أدب الطفّ ج1/ ص120.

اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 183
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست