responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 161

أتتك الخلافة مزفوفةً

هنيئاً مريئاً تقرّ العيونا

فلمّا سمع الشهيد كردوس بذلك قام مغضباً وقال أبيات تدلّ على حرصه على الإسلام والإمام:

ألا ليت من يرضى من الناس كلّهم

بعمرو وعبد الله في لجّةِ البحر

رضينا بحكم الله لا حكم غيره

وبالله ربّاً والنبيّ وبالذكر

وبالأصلع الهادي عليٍّ إمامنا

رضينا بذاك الشيخ في العسر واليسر

رضينا به حيّاً وميتاً وإنّه

إمام هدىً في الحكم والنهي والأمرِ

فمن قال لا قلنا بلى إنّ أمره

لأفضل ما نعطاه في ليلة القدر

وما لابن هندٍ بيعةٌ في رقابنا

وما بيننا غير المثقّفةِ السمر

وضربٌ يزيل الهام عن مستقرّه

وهيهات هيهات الرضا آخر الدهر

أبت لي أشياخ الأراقم سبّه

أُسبّ بها حتى أُغيّب في القبر([308])

ويا لها من أبيات عظيمة قد حوت علماً ومعرفة وتجربة وسلوكاً وشجاعة في أعلى مستوياتها، فهنيئاً للشهيد وعيه، فإنّ أمثال هؤلاء هم الذين حفظوا لنا الإسلام ونقلوه الينا صحيحاً معافى، وهؤلاء هم القدوات التي دعينا للاقتداء بهم والسير على نهجهم، ولهذا وفِّقه الله إلى أن يكون أحد الشهداء العظام في معركة الطفّ العظيمة، وما أحوجنا في وقتنا هذا إلى أن نعيش الوعي والبصيرة في مذهبنا وديننا ونحن نرى ونسمع ونقرأ ونلمس الخناجر تترى في خاصرة الموالين والمسلمين من داخلنا وخارجنا لتسقيط هذا المذهب العظيم وتدمير الإسلام وتشويه صورته.


[308] وقعة صفين/ ص548.

اسم الکتاب : موسوعة في ظلال شهداء الطف المؤلف : الصمياني، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 161
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست