وصفة القاصّ في الكوفة وردت كذلك في كردوس بن عمرو، حيث ينقل البزّاز في روايته في البحر الزخّار([271]) من طريق روح بن عبادة قال: «أخبرنا شعبة قال: أخبرنا عبد الملك بن ميسرة قال: سمعت كردوس بن عمرو قال: سمعت رجلاً من أهل بدر، قال شعبة: أراه علي بن أبي طالب، أنّ رسول الله’ قال: «لأن تفصّل المفصّل أحبّ إليّ من كذا باباً< قال شعبة: فقلت لعبد الملك: أيّ مفصّل؟ قال: القصص، ثمّ قال البزّاز: ولا نعلم روى كردوس بن عمرو عن علي إلاّ هذا الحديث».

وقد ذكر ابن حبّان في الثقات ما يشعر أنّ كردوس بن عمرو كان قاصّاً، حيث يقول: «كردوس بن عمرو الثعلبي، كنيته أبو نعيم، وكان يقرأ الكتب ويحكي عن الإنجيل والتوراة، روى عنه أبو وائل، وقد قيل: كنيته أبو وائل»([272]).

والمتعارف عليه أنّ الحكايات التي تحكى في تلك الحقبة إنّما كانت عبارة عن حكايات وقصص اليهود والنصارى في الإنجيل والتوراة، ومن ثم تكون هذه الرواية التي تتحدّث عن كردوس بن عمرو هي بمضمونها نفس تلك التي تتحدّث عن كردوس بن قيس، أمّا كردوس بن العباس وكردوس بن هانئ التغلبي فقد ذكرهما البخاري في تاريخه الكبير، وعلق عليهما بأنّ كردوساً كان قاصّ الجماعة، وهو الكوفي، ثمّ بعد ذلك ذكر كردوس بن عمر الذي عبر عنه بالذي يقرأ الكتب، وهذا نصّ كلامه: «كردوس بن عباس التغلبي، قاله أشعث بن سوار، وقال زائدة بن منصور: كردوس بن هانئ التغلبي، وقال محمد بن بشّار، عن أزهر

[271] البحر الزخّار: ج3 ص130.

[272] الثقات لابن حبّان: ح5139.