responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث لفظية قرآنية المؤلف : العقيلي، عبدالرحمن    الجزء : 1  صفحة : 211

اليوناني, وتقديمه تعالى لذكر الرجل على المدينة للنكتة التي ذكرناها، وبعكسه ما قاله تعالى في سورة (يس) إذ يقول تعالى:

{وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} (يّـس:20) فقدم أقصى المدينة على الرجل لأهمية المكان في تلك الآية.

وقوله تعالى (يسعى) يشير إلى أهمية الأمر عند هذا (الرجل) إذ أن السعي هو العدو والركض ليس الشديد، أي أنه كان يهرول ليخبر موسى بهذا الخبر المهم وهو:

{يا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ}.

والملأ هو أكابر القوم من فرعون وحاشيته كهامان وغيرهم، وقد تشاوروا ليقتلوا موسى بعد حادثة القبطي الذي قتله موسى، ولما كان هذا (الرجل) مطلعا على تشاور الملأ في القصر الملكي أفاد ذلك كون هذا الرجل مقرباً منهم، أو أنه منهم تقيةً، وهذا ليس ببعيد خصوصا مع أنهم وفي زمان أسبق كان المصريون يعيشون زمان النبي يوسف، أي أنهم كانوا يعلمون بأمر الرسالات السماوية التي قال عنها سبحانه:

{وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاّ خَلا فِيهَا نَذِيرٌ} (فاطر: من الآية24).

لذا فكون الرجل من الملأ أو أنه مقرباً منهم ظاهر في الآية، ويؤكده ما جاء في قصة موسى وما قاله هذا الرجل بعد رجوع موسى عليه السلام من مدين بعد هروبه من مصر (على الفرض المشهور من كونه الرجل نفسه). من

اسم الکتاب : بحوث لفظية قرآنية المؤلف : العقيلي، عبدالرحمن    الجزء : 1  صفحة : 211
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست