المطلب الثالث: معرفته باللغات

الإمام عليه السلام يكلّم غلمانه وغيرهم بلغاتهم

عن أبي حمزة نصير الخادم، قال: سمعت أبا محمد غير مرّة يكلّم غلمانه بلغاتهم: ترك وروم وصقالبة، فتعجّبت من ذلك، وقلت: هذا وُلِدَ بالمدينة ولم يظهر لأحد حتى مضى أبو الحسن عليه السلام، ولا رآه أحد فكيف هذا؟ أُحدث نفسي بذلك، فأقبل عليَّ فقال: «إنَّ الله تبارك وتعالى بيّن حجّته من سائر خلقه بكل شيء ويعطيه اللغات ومعرفة الأَنساب والآجال والحوادث، ولولا ذلك لم يكن بين الحجة والمحجوج فرق»[135].

قال محمد باقر المجلسي: (ومما يؤيد أن الإمام وجب أن يكون عالماً بجميع اللغات أنه لو حضر عنده خصمان بغير لسانه ولم يوجد هناك مترجم لزم تعطيل الأحكام)[136].

[135] أصول الكافي: الكليني، 1 / 585 + إثبات الوصية: المسعودي، 251 + الإرشاد: المفيد، 2 / 330 – 331 + الخرائج والجرائح: الراوندي، 1 / 436 + المناقب: ابن شهرآشوب، 4 / 461 + إعلام الورى: الفضل الطبرسي،2 / 145.

[136] مرآة العقول: 6 / 156.