كلمني، فطاف ونظر، ثمّ رجع ورجعت معه،
فجلس في المسجد واحتبى وقال لي: ادع لي لكع، فأتى حسين يشتد حتى وقع في حجره، ثمّ
أدخل يده في لحية رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فجعل رسول الله (صلّى الله عليه
وآله) يفتح فم الحسين فيدخل فاه في فيه ويقول: اللهمّ إنّي أحبّه فأحبّه. قال
الحاكم هذا صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي[77].
وروى الحافظ الكنجي الشافعي بإسناده
عن علي بن جعفر بن محمّد، عن أخيه موسى بن جعفر، عن أبيه عن محمّد بن علي عن أبيه
عن جدّه عليهم السلام، أن النبي (صلّى الله عليه وآله) أخذ بيد الحسن والحسين
فقال: من أحبّني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة. قال
الكنجي: قال الحاكم: أصح أسانيد أهل البيت جعفر بن محمّد عن أبيه عن جده إذا كان
الراوي عن جعفر ثقة، والراوي عنهم نصر بن علي الجهضي شيخ الإمامين البخاري ومسلم،
وقع إلينا عالياً بحمد الله[78].
والأحاديث الواردة في محبّة الإمام
الحسين عليه السلام خاصّة أو مع أخيه الإمام الحسن أو مع أهل البيت عليهم السلام
كثيرة جداً، ويكفينا في المقام قوله تعالى: «قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً
إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى»[79].
[78] كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب: ص81 باب
8 ورواه أحمد بن حنبل في المسند حديث رقم 577 وفي فضائل الصحابة حديث رقم 1185،
وفي سنن الترمذي حديث رقم 3733 وقال عنه حسن. وقال المزي في تهذيب الكمال في ترجمة
علي بن جعفر: روى له الترمذي حديثاً واحداً وقد وقع لنا بعلو.