responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإستراتيجية الحربية في معركة عاشوراء المؤلف : الحسني، نبيل قدوري حسن    الجزء : 1  صفحة : 79

إلاّ أن عملية الاندماج في الجماعة وخلق روح الجماعة لم يكن موكلاً بحد ذاته إلى الرمز لكونه رمزاً ينضوي تحته الجماعة وإنما حينما يكون الرمز يمثل القضية التي تؤمن بها الجماعة، وحينما تكون القضية مجتمعة في القائد، وحينما يكون القائد يمثل روح الجماعة والقيمة والرمز فعندها تكون الجماعة قلباً واحداً، ويداً واحدة.

وهذا ما تفردت به عاشوراء فقد كان الحسين عليه السلام هو القضية وهو الجماعة وهو الرمز وهو القداسة وهو القائد؛ وهذا ما لم يجمع لجيش على مر التاريخ حتى لدى تحرك الأنبياء عليهم السلام وتوفر عناصر الروح المعنوية لديهم، إلا أن روح التضامن بين الجماعة ورتبة الإيمان لدى الجماعة بالقضية المتجسدة في الرمز وهو القائد لم يتحقق في حياة الأنبياء عليهم السلام وذلك لوجود عددٍ من المنافقين بين أتباع الأنبياء عليهم السلام؛ في حين توحد الجماعة وتضامنها وإيمانها بقداسة القضية وتجسدها بالرمز وإنه القائد، كل ذلك كان مجتمعا في عاشوراء حتى أصبحت على مدى الأيام رمزاً للتضحية والمبادئ والقيادة والقداسة وجميع مفردات الحياة.

ففيها من القيم الأخلاقية التي تجلت في صراع الإنسان مع الموت والحياة ما لم يظهر في غيرها حتى أضحت مشاهد جمالية لكل صاحب حس إنساني وحياتي[56].


[56] للمزيد من الاطلاع، ينظر: الجمال في عاشوراء للمؤلف.

اسم الکتاب : الإستراتيجية الحربية في معركة عاشوراء المؤلف : الحسني، نبيل قدوري حسن    الجزء : 1  صفحة : 79
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست