سيظل هناك في العالم وفي المجتمع من هم أكثر عدوانية منا، ممن يجدون طرقاً لنيل ما يريدونه، بأي وسيلة كانت، علينا أن نكون متيقظين وأن نعرف كيف ندافع عن أنفسنا ضد أنماط كهذه.

فالقيم المتحضرة لن تمضي قدما إذا ما أجبرنا على الاستسلام لأولئك الذين يملكون الحزمة والقوة؛ والحقيقة، أن تكون مسالما في وجه ذئاب كهذه هو مصدر مأساة لا تنتهي)[12].

المسألة الثالثة: عاشوراء مرآة لإستراتيجيتين، إستراتيجية تفكير الجند، وإستراتيجية تجنيد الفكر

لعل البيان لمعنى الإستراتيجية وتعريفها الذي قدمه هيلموث فون (1800 - 1891)[13]، حيث يقول: (إن الإستراتيجية أكثر من علم؛ إنها تطبيق المعرفة على الحياة العملية، وهي تطور الفكر إلى حد يمكنه من تعديل الفكرة الأصلية المرشدة في ضوء المتغيرات المستمرة، إنها فن التدبر تحت وطأة أصعب الظروف)[14]، هو الأقرب للوقوف عند دلالات عاشوراء كإستراتيجية لكل الحياة.

وذلك إن الإنسان الذي اكتسب فطرة صحيحة وذوقاً سليماً وفكراً واسعاً

[12] كتاب 33 إستراتيجية للحرب، تأليف: روبرت غرين، ترجمة سامر أبو هواش: ص18 - 19.

[13] هلموث كارل برنهارد: مارشال ألماني رئيس الاركان العامة للجيش البروسي ثم الألماني واضع خطط الحرب على الدنمارك 1864 والنمسة 1866 وفرنسا 1871 (موسوعة العربية مجلد 87).

[14] كتاب 33 إستراتيجية للحرب، تأليف: روبرت غرين: ص18.