المسألة الثالثة: محاولة إنعاش الروح المعنوية لجيش الكوفة وإحباط خضير ابن بر ير لهذه المحاولة من خلال المباهلة

لا شك أن المحافظة على الروح المعنوية للجند من أهم العوامل التي تحدد الحسم في المعركة، ولذا نجد من خلال دراسة واقعة الطف أن قادة الجيش وبعض رموزه كانوا حريصين على إنعاش هذه الروح عند كل مرحلة من القتال وذلك لما يرونه من تأثير أصحاب الحسين عليه السلام فضلاً عن يقينهم بما يحمله الإمام الحسين عليه السلام من رصيد ضخم من الحصانة والمكانة والالتصاق برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهذا يجعل كفتي الميزان للروح المعنوية في المعركة غير متوازنة، مما يدفع قادة جيش الكوفة إلى تلك المحاولات اليائسة لغرض المحافظة على إنعاش هذه الروح بعد تلقيها هذه الضربات من معسكر الإمام الحسين عليه السلام.

فكانت المحاولة الأولى لذلك بعد أن فشلت الميمنة بتحقيق شيء يذكر وتكبدها تلك الخسائر البشرية فقد تقدم (يزيد بن معقل من بني عميرة بن ربيعة وهو حليف لبني سليمة من عبد القيس فقال: يا برير بن خضير كيف ترى صنع الله بك؟ فقال صنع الله بي خيراً، وصنع بك شراً.

فقال يزيد: كذبت، وقبل اليوم ما كنت كذاباً، أتذكر يوم كنت أماشيك في بني لوذان وأنت تقول: كان معاوية ضالاً وإن إمام الهدى علي بن أبي طالب؟

قال برير: بلى، أشهد أن هذا رأيي؛ فقال يزيد: وأنا أشهد أنك من الضالين.