responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإستراتيجية الحربية في معركة عاشوراء المؤلف : الحسني، نبيل قدوري حسن    الجزء : 1  صفحة : 184

ولكن حينما جاء الإسلام وبدأ النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم مرحلة الجهاد بالسيف والقتال تغير الحال وبدأت العرب تشهد أسلوباً جديداً في القتال ألا وهو نظام الصفوف امتثالاً لأمر الله تعالى في تحديد نظام القتال، فقال سبحانه:

(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ)[161]).

فبدأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعوّد المسلمين على لقتال وفق نظام الصفوف، حالهم في ذاك حال الوقوف في صلاة الجماعة.

(وهنا: يظهر التشابه التام بين نظام المقاتلين في الميدان ونظام صلاة الجماعة في المسجد ففي كلتا الحالتين تسوى الصفوف بدقة ويسود الصمت ولا يرتفع الصوت إلا بالتكبير، وتسد ثغرات الصف الأول من الصف الذي يليه ويخضع المصلون لإشارة الإمام، أي: خضوع الجند لأمر القائد؛ ويبدو أن فريضة الصلاة كانت تمريناً يومياً على وقفة الميدان ونظامه.

وكان المسلمون يصفون صفوفهم بشكل منتظم بحيث لا يتقدم أحد عن مركزه أو يتأخر إلاّ بأمر القائد، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمسك بيده عصا قصيرة، يسوي بها صفوف أصحابه وكان علي عليه السلام يرتبهم في صفوف كأنما يغرسهم في الأرض غرساً فيثبتون كأنهم بنيان مرصوص)[162].


[161] سورة الصف، الآية: 4.

[162] الجيش والسلاح، تأليف: مجموعة من الباحثين: ج4، ص204 - 205.

اسم الکتاب : الإستراتيجية الحربية في معركة عاشوراء المؤلف : الحسني، نبيل قدوري حسن    الجزء : 1  صفحة : 184
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست