responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإستراتيجية الحربية في معركة عاشوراء المؤلف : الحسني، نبيل قدوري حسن    الجزء : 1  صفحة : 177

بمعنى: إن كان الإمام الحسين عليه السلام قد ربح الحرب فلن يسمح عمر بن سعد أن يخسر المعركة، وهذا التحرك تصفه الدراسات العسكرية والإستراتيجية بـ(الإستراتيجية الشاملة) وهي التي ظهرت في منهج الإمام الحسين عليه السلام في حربه مع خصمه، إذ تقول الدراسات حول هذه الإستراتيجية: (أخسر المعارك ولكن أربح الحرب)؛ وذلك أن الإستراتيجية الشاملة، هي فن النظر أبعد من ساحة المعركة والقيام بالحسابات المسبقة.

وهي تستلزم أن تركّز على هدفك الأساسي وتخطط للوصول إليه، دع الآخرين ينشغلون في تفاصيل المعركة، ويبتهجون بانتصاراتهم الصغيرة، لأن الإستراتيجية الشاملة ستأتي لك بالجائزة الكبرى: أن تكون من يضحك أخيرا)[158].

وهكذا كانت نتيجة معركة الطف، فقد ابتهج يزيد بن معاوية وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد وقادة الجيش بالانتصارات العسكرية والقتالية، لكنهم سرعان ما ذهبوا قتلاً وسقطت دولتهم وافتضحوا في فسادهم وانكشف كفرهم ونفاقهم وتهاوت عقيدتهم، وكان الحسين عليه السلام وأصحابه وأهل بيته هم الذين فرحوا أخيراً فلا خوف عليهم بعدئذ ولا هم يحزنون، فقد ربحوا الحرب، حرب التوحيد والإصلاح في أمة جده محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

وعليه:

لم يجد أمير الجيش حينها سوى القتال (فتقدم حتى وقف قبالة الحسين عليه السلام على فرس له، فاستخرج سهما فوضعه في كبد القوس ورمى بسهم،


[158] كتاب 33 إستراتيجية للحرب، تأليف: روبرت غرين: ص15.

اسم الکتاب : الإستراتيجية الحربية في معركة عاشوراء المؤلف : الحسني، نبيل قدوري حسن    الجزء : 1  صفحة : 177
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست