قال الطبري: (وكان الحسين عليه السلام أتى بقصب وحطب إلى مكان من ورائهم منخفض كأنه ساقية فحفروه في ساعة من الليل فجعلوه كالخندق ثم ألقوا فيه ذلك الحطب)[81].

وقد سعى الإمام الحسين عليه السلام في ذلك إلى حفظ مؤخرة المعسكر كي يأمن من المباغتة والالتفاف من الخلف وهو تكتيك دفاعي مهم لإجبار العدو على المواجهة حسبما أراده الإمام الحسين عليه السلام.

ثالثا: جمع الخيام مع بعضها[82]

من التكتيك العسكري الذي ظهر في الإستراتيجية الدفاعية لدى الإمام الحسين عليه السلام أن جعل الخيام متقاربة ثم شابك بين أطنابها كي لا تستطيع الخيالة اختراق هذه الخيام والتعرض للنساء والأطفال فكانت ضمن خطوط ثلاثة، وهو تكتيك دفاعي جديد في أثناء القتال مما يؤدي إلى اضطراب العسكر.

فضلاً عن قطع الطريق عليهم من إحداث ثغرة يمكن من خلالها إحداث الإرباك؛ ومن ثم كسب المعركة في وقت أقصر؛ فكان هذا التشابك حاجزاً عن تحقيق هذا الهدف.

وقد قام الإمام الحسين عليه السلام في جعل هذه الخيام ضمن خطين دفاعيين في ظهر مخيمه الذي أنزل فيه النساء والأطفال فجعل المجموعة الأولى من الخيام فارغة وقد شابك بين أطنابها - أي الحبال - ومن خلفها الخط الدفاعي

[81] تاريخ الطبري: ج4، ص320.

[82] تاريخ الطبري: ج4، ص319.