responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ظاهرة الاستقلاب في النص النبوي والتاريخي المؤلف : الحسني ، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 47

علي عليه السلام ليأتيه من يثق به فيدخل بيته فيلقي إليه سره ويخاف من خادمه ومملوكه ولا يحدثه حتى يأخذ عليه الأيمان الغليظة ليكتمن عليه فظهر حديث كثير موضوع وبهتان منتشر ومضى على ذلك الفقهاء والقضاة والولاة وكان أعظم الناس في ذلك بلية القراء المراءون والمستضعفون الذين يظهرون الخشوع والنسك فيفتعلون الأحاديث ليحظوا بذلك عند ولاتهم ويقربوا مجالسهم ويصيبوا به الأموال والضياع والمنازل حتى انتقلت تلك الأخبار والأحاديث إلى أيدي الديانين الذين لا يستحلون الكذب والبهتان فقبلوها ورووها وهم يظنون أنها حق ولو علموا أنها باطلة لما رووها ولا تدينوا بها)[60].

والحديث يكشف عن اعتماد الاستقلاب منهجاً أساساً تم بواسطته التعامل مع النص النبوي والتاريخي وذلك من خلال جملة من الطلبات الصريحة التي قام بها معاوية لقلب النص، فكانت كالآتي:

1 - كتب إلى جميع عماله أي الولاة على المدن الإسلامية بقرار وطلب واحد: أن برئت الذمة ممن روى شيئاً من فضل أبي تراب وأهل بيته عليهم السلام.

وقد أسلفنا سابقاً أن هذا الأسلوب أول من أسس له أبو بكر وعمر حينما طلبا من الصحابة منع الحديث وامحائه وحرقه ومحاسبة من يتحدث به، أي تضييع وإمحاءه النص الصحيح كي يحل محله النص المكذوب والمقلوب فينسب ما قاله النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الفضائل في أهل بيته إلى غيرهم فيستقلب بذلك النص.


[60] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي: ج11، ص44 - 46.

اسم الکتاب : ظاهرة الاستقلاب في النص النبوي والتاريخي المؤلف : الحسني ، نبيل    الجزء : 1  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست