والحادثة ترشد بوضوح إلى طلب خالد بن الوليد من بريدة الأسلمي الإيقاع في
علي بن أبي طالب عليه السلام في محضر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وإن هذا الطلب كان صريحاً في خلق ظاهرة الاستقلاب وهي تغيير صورة علي بن
أبي طالب عليه السلام أمام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فكانت محاولة لتأسيس
قلب الحدث بطلب من بعض الرموز.
إلاّ أن الجواب النبوي قلب الصورة وأعادها بأجمل مما كانت عليه فقد أصّلَ
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبيان حكم الفيء لعلي فله ما لرسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم؛ فضلاً عن النص على خلافته للأمة من بعده.
ثانياً: استقلاب عمر بن الخطاب لحديث رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم وقوله: «إنه ليهجر» وإتباع بعض الصحابة له فقالوا: (القول ما قاله عمر)
تعد رزية يوم الخميس من الحوادث المشهورة في كتب المسلمين وحسبك منها ما
أخرجه البخاري ومسلم لها في الصحيحين بتفاوت في الألفاظ وباتّفاق في المضمون والدلالة،
وهي كالآتي: