responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الهداية المؤلف : الصالحي، ياسر    الجزء : 1  صفحة : 89

قد قتلت أحداً بريئاً؟ قال: لو قتلت إليهم مثلهم ما خشيت - أو كما قال -، وعن أبي سوار العدوي قال: قتل سمرة من قومي في غداة سبعة وأربعين رجلاً كلّهم قد جمع القرآن[104]. ثمّ عزله - معاوية - فقال سمرة: لعن الله معاوية، والله لو أطعتُ الله كما أطعتُ معاوية ما عذَّبني أبداً[105].

لقد أجاد معاوية سياسة (فرَّق تسد)، فلمَّا أحسَّ أنَّ رجالات المدينة يمتنعون من بيعة يزيد، راسلهم أوّلاً ثمّ ذهب إليهم نفسه، في عام خمسين للهجرة، مستعملاً سياسة المخادعة عازفاً على أوتار النفوس ومكامن الأهواء، عالماً أنَّ الأمّة التي أسلمت علياً والحسن لن تجتمع كلمتها خلف الحسين عليه السلام، ومن ثَمَّ فإنَّ المطلوب هو كسب الوقت وتفتيت المعارضة وضرب الناس بعضهم ببعض حتَّى يصل الملك إلى يزيد غنيمة باردة.

نهج الثورة الحسينية

ما أحوج الأمّة، وسط هذا الظلام الأموي وهذه الفتنة العمياء إلى موقف حسيني يبدّد الظلمات، موقف حسيني لا يتحدَّث عن الحقّ وإنَّما يفعله، ولا يفعله فعلاً يراه بعض الناس ويغفل عنه بعضهم الآخر، وإنَّما يفعله فعلاً يبقى مسطوراً ومحفوراً في عمق الأرض وفي عمق الوجدان البشري. ما أحوج الأمّة الإسلاميّة والبشرية كلّها إلى هذا النور المتوهّج لتبقى شمس الحسين تهدي الحائرين وتدلّ السائلين على الحدود الفاصلة بين الحقّ والباطل، بين مرضاة الله وسخطه.

هكذا كانت ثورة الحسين. لم تكن حالة انفعالية نشأت عن حالة الحصار التي


[104] تاريخ الطبري 4: 176.

[105] تاريخ الطبري 4: 217.

اسم الکتاب : نفحات الهداية المؤلف : الصالحي، ياسر    الجزء : 1  صفحة : 89
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست