responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الهداية المؤلف : الصالحي، ياسر    الجزء : 1  صفحة : 84

واستمرَّت هذه الحالة حتَّى ولّي زياد الكوفة فقال مثلما كان يقول المغيرة، وردَّ عليه حجر رضوان الله عليه بمثل ما كان يردّ على المغيرة، فأرسل زياد إلى أميره معاوية فأمر باعتقاله (على وفق قانون طوارئ بني أميّة) وأُرسل إلى ابن آكلة الأكباد مشدوداً في الحديد فأمر بقتله، فقال حجر للذين يلون أمره: دعوني حتَّى أُصلّي ركعتين، فقالوا: صلّ، فصلّى ركعتين خفَّف فيهما ثمّ قال: لولا أن تظنّوا بي غير الذي أنا عليه، لأحببت أن تكونا أطول ممَّا كانتا، ثمّ قال لمن حضره من أهله: لا تطلقوا عنّي حديداً ولا تغسّلوا عنّي دماً فإنّي ألاقي معاوية غداً على الجادّة، ثمّ قدّم فضربت عنقه[97].

لم يكن حجر بن عدي الأنموذج الوحيد الدالّ على ظلم هذه الدولة الجائرة التي يزعم جاهلو أمرها، وحدهم، أنَّها كانت تُحكم أو تَحكم بشريعة الإسلام. لقد كان بنو أميّة يدأبون ليل نهار لإطفاء نور الله، وفي الوقت نفسه كان خطّ الأئمّة عليهم السلام قد تحوَّل إلى مشروع تأسيس لإقامة دولة المهدي المنتظر وإن تأخَّر ذلك قروناً وقروناً. أمَّا بنو أميّة فيجهدون لإحداث أكبر قدر من الدمار بالأمّة الإسلاميّة وبرجالاتها وبقيمها. وفي الوقت نفسه كان خطّ آل بيت محمّد حريصاً على إبقاء قيم الإسلام الرسالي الأصيل حيّة ومتوهّجة، والتأكيد على أنَّ مرحلة التمهيد وتأسيس دولة الإمام المهدي ليست مرحلة هدنة سلبية، وليست إيثاراً للإبقاء على حياة مجموعة من البشر وإنَّما إبقاءً للقيم وإمدادها بكلّ ما يبقيها متألّقة وحيّة حتَّى زمن الظهور.

محاولة تحويل النهج الأموي إلى قدر أبدي

نفَّذ معاوية سياسة واضحة المعالم، من أبرز معالمها:

أ - لعن آل البيت عليهم السلام، ولاسيّما إمام الأئمّة علي بن أبي طالب عليه


[97] أنظر: تاريخ الطبري 4: 188 - 190.

اسم الکتاب : نفحات الهداية المؤلف : الصالحي، ياسر    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست