responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفحات الهداية المؤلف : الصالحي، ياسر    الجزء : 1  صفحة : 74

كانت هذه هي الأهداف الحقيقية: (الاستحواذ على السلطة) و(إذلال المؤمنين)، وهي تختلف عن الأهداف الدعائية: (الثأر من قتلة عثمان).

وسائل التأمّر على الناس

أمَّا عن الوسائل التي اتَّبعها ابن آكلة الأكباد من أجل تحقيق غاياته الشيطانية (وهي إقامة حكومة مَن بدوا في رؤيا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (قردة)، في مواجهة حكومة العدل الإلهية) فهي في المستوى نفسه، ومن نماذجها نذكر:

أوّلاً: الرشوة والإغراء بالمناصب

وإليك الأنموذج الآتي:

حاول معاوية رشوة قيس بن سعد بن عبادة، والي الإمام علي على مصر، فكتب له: (... فإن استطعت، يا قيس، أن تكون ممَّن يطلب بدم عثمان فافعل. تابعنا على أمرنا ولك سلطان العراقَيْن، إذا ظهرت ما بقيت، ولمن أحببت من أهل بيتك سلطان الحجاز ما دام لي سلطاني. وسلني غير هذا ممَّا تحبّ فإنَّك لا تسألني شيئاً إلاَّ أوتيته)[81].

أمَّا ردّ قيس بن سعد بن عبادة رضوان الله عليه، على ابن آكلة الأكباد فكان ردّاً مخرساً فقد كتب إليه:

(بسم الله الرحمن الرحيم، من قيس بن سعد إلى معاوية بن أبي سفيان. أمَّا بعد، فإنَّ العجب من اغترارك بي وطمعك فيَّ، واستسقاطك رأيي، أتسومني الخروج من طاعة أولى الناس بالإمرة وأقولهم للحقّ وأهداهم سبيلاً وأقربهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتأمرني بالدخول في طاعتك، طاعة أبعد الناس من هذا الأمر، وأقولهم للزور وأضلّهم سبيلاً، وأبعدهم من الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وآله


[81] تاريخ الطبري 3: 552.

اسم الکتاب : نفحات الهداية المؤلف : الصالحي، ياسر    الجزء : 1  صفحة : 74
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست